وجدانيّات

أَتـَيْتُ ومالي مِنْ حَياتي بُغْيَةً
سِوى أَنَّ رَبِّي راغِبٌ بمَجيئي
**

وُلِـدتُ في وطني ...
لبنان ...
وتَزوَّجْتُ في موطن زوجي ...
مِصْر ...
وعِشْنا في مَوطِنِ الغُرَباءِ ...
أستراليا ...!
**

القريب البعيد

أَبداً أَنتَ هُنا
فوقَ متاهاتِ حياتي
فوقَ إصراري على البُعْدِ ...
وفوقَ الذكرياتِ ...

في دمي ...
في عمقِ أَعماقي ...
بأَطيافِ سُباتي

وَطَني ...
يا أَجْمَلَ الأوطانِ والبُلْدانِ ...


أَنتَ ذاتي ...
يا سَماءٌ أَسْكَرَتْ بالعُطرِ ذاتي ...

يا خيالي البـِكْرِ ...
يا واحَةَ الأزهارِ ! والأطيارِ
يا حُلْوُ النَّسَماتِ

يا ربيعَ النَّفْسِ والوجدانِ
يا شمسي
ويا أَحلى صِفاتي

سَوفَ أَشْدو فيكَ ما أَحيا
وأَفديكَ بروحي ... وعيوني ... وحياتي .
***

لسعة الألم

إنَّ أَجْمَلَ ما في الحياةِ يا حبيبي
هو أَنَّها حُلمٌ ويَقْظَة.ٌ
حُلمٌ
عندما نُريدُ أَنْ نَحْلَمَ،
ويَقْظَةٌ
عندما تُوقِظُنا لَسْعَةُ الألَمِ ...!

***

أحلامُ الرَّبيع
"مِنْ أُمٍّ إلى إبنتِها الحسناء"


يا حُوريَّتي الحَسْناء
يا أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ
وأَغْلى مِنَ التِّبْرِ ...
وأَعَزَّ مِنَ الرُّوحِ
يا سَعادتي النَّادِرة
يا مَنْ أَعادَ حُبُّكِ إلى القلبِ نبضاتِه
وإلى الحياةِ رونَقَها ...


وإلى النَّفسِ ثِقَتَها بخالِقِها ...
وإلى الأفكارِ قيمَتَها وحيَويَّتها .
لولا حُبُّكِ لَما تَفَتَّحَتِ البراعِمُ،
ولا اخضَرَّتِ المروجُ،
ولا تجَدْدَّت أزهارُ الأمَلِ ...
وأحلامُ الرَّبيع.
أَنتِ بديلُ الشَّبابِ ورونَقُ الحياةِ .
أَنتِ اليَدُ التي امتَدَّتْ
لتُوزِّعَ النُّورَ وتَنْشُرَ القناعَةَ والرِّضا،
والشَّمْعَةُ التي تَضيءُ الظَّلامَ .

دَعيني أُحَدِّثُكِ يا غاليتي
عن السَّعادَةِ التي تَدَفَّقَتْ،
وعَنْ مناهِلِ الأمَلِ وينابيعِ الغُبْطَةِ ...
دَعيني أُحَدِّثُكِ
كيفَ أَصْبَحَ للحياةِ معنىً
وللأفكارِ مغزىً
وللقلبِ هُويَّةً
وكيفَ أصْبَحْتِ يا بنفسَجَتي
المعنى ... والمغزى ... والهُويَّةْ .

***
عندما أَحْبَبْتُ

نُشِرتْ في جريدة "النهار" 1984
وَجَدْتُني
في صِراعٍ مَعْ قلبي الذي حَسِبْتُهُ
شابَ وزَهِدَ وتَباعَدَتْ نَبَضاتِهِ ...
في صراعٍ مع أفكاري
التي حَسَبتُها عاجزةً عَنِ التَّحْليقِ
في عالمِ الخيالِ والاَّموضوعية ...
في صراعٍ مع واقعيَّتي
التي عَهَدْتُها لا تَعتَرفُ
بشفافيَّةِ الخيال ...

في صراعٍ مَع الحُبِّ
الذي أَعتَقدتَهُ نزوةً سرِّيـَّـةً
لغرائِزِ الجسَدِ الحياتيَّة ...
وعندما أَحبَبتُ .
وجدتُ المحبَّةَ أَجملُ من زقزقةِ العصافيرِ
وأَعذبُ من إنسامِ الرَّبيعِ ...
وأَنَّ القلبَ قد تحوَّلَ إلى نبضاتٍ سحريَّةٍ لا تَهدأ ...
وأَنَّ الأفكارَ قد أَصبَحتْ ذات أَجنحةٍ
محلَّقَةٍ في عالمٍ جديدٍ .
وأَنَّ الواقعيَّةَ قد تبخَّرَتْ تحتَ ضغطِ
اللاَّواقعيَّة .
***
وجَدتُ المحبَّةَ، هِبَةً إلهيَّةْ ...
تراويحَ صباحْ ...
أُنشودَةَ عمرٍ ...
ينابيعَ مشاعرَ فيروزيَّةْ .
أَنفاسُهُ، قُربُهُ،
الدفءُ في ليالي الشِّتاءْ ...
نَفحاتُهُ ...
هَمساتُهُ ... الجوابُ الأخيرُ
للعلمانيَّةِ
والواقعيَّةِ
والأفلاطونيَّةْ ...

***
عتاب
نشرت في جريدة "النهار" 1984
تقولُ لي:
أَنتِ قاسيةٌ
أَقولُ لكَ:
أَنَّ قسوتَكَ هي السبَبُ ...
يُلوِّحُ كِلانا بالقسوةِ
على الرَّغمِ مما نُحسَّهُ
مِنْ شوقٍ وحنينْ ...
سامَحَكَ اللهُ
يا أَغلى النَّاس ...!
***

من وحي الإستجمام

عجباً لذلكَ الشاطئ الذَّهبي
تُوشْوِشُكَ مياهُهُ ...
تُشِدُّكَ آفاقُهُ ...
تَستَفِزُّ أَفكارَكَ
وكأَنَّها تُحَدِّثكَ عن
حكاياتِ عشقٍ أَزليَّة ...
تذهبُ بكَ بعيداً
في رِحلةِ بحثٍ عَنِ المجهولْ ...!

***

من وحي الإستجمام
- 2 -
عَجباً لتلكَ الأمواج
يتَكَسَّرُ غَضَبُها على صخورِكَ ورمالِكَ
ثمَّ تنحسرُ رقيقةً على قدميك
لتعودَ مزمجرةً من جديدْ ...
ما سِرُّها ...؟
وماذا وراؤها ...؟

***
اقلب الصفحة من فضلك