قوس قزح

أبحثُ عن عمري

يا حُلميَ الجميلْ،
يا رفيقَ أَفكاري المتمرِّدَةِ
في لحظةِ ذكراكَ
أَبحَثُ عن عُمْري.
إنْ وَمضَتْ ذكراكَ مع وَمْضِ الفضاءِ
ينبَعِثُ الدِّفءُ في أَوصالي
كعصفِ الرِّياحِ.

تُذكِّرُني بأَنسامِ الرَّبيعِ
في واحاتنا الخضراءِ
تُذكِّرُني بالحدائقِ الغَنَّاءِ
بلحظاتِ الجنونِ
حيثُما كنَّا ...
وحيثُما لا نكونْ ...

***

نرجسيات

من غرائبِ الأمورِ أَن تكونَ للسَّعادةِ دموعْ ...
وأَن تكونَ للمحبَّةِ أَجنحةْ ...
وأَن يكون للقلبِ صالوناتٌ ومفاتيحْ ...
وللعيونِ النجلاءِ نظراتٌ صامتةٌ خرساءُ
تَجْعَلُكَ تسبحُ في محيطاتِ مِنَ الهناءْ ...!

***

عيد الأم
الكلُّ من حولي يحتفلُ بعيدِ الأُمْ :
الأولادُ: يحتفلونَ بأُمِّهاتهم ...
الأمُّهاتُ: تغمرُ قلوبهنَّ السَّعادةْ ...
تترقرقُ الدُّموعُ في عينيَّ
تبتَلِعُها كبريائي،
تتركُ في قلبي غصَّةً متمرِّدةْ،
لا سبيلَ إلى إخفائِها
وتبقى الأمومَةُ
هي الصَّوتُ الأَقوى
فأحتفلُ بالمناسبةِ
مع مَنْ يحتفلْ.
***
أَحلى الكلام

إنَّ أَجملَ الكلامِ وأَحلاهْ،
ذلك الذي نحسُّ بأَننا نُحبُّ
أَن نقولهُ ...
وإنَّ حلاوَة الكتابةِ،
تأتي إستجابةً لمشاعرنا
ونحنُ نخاطبُ مَنْ نُحبُّ ونشتاقْ ...
أَحسُّ الآن برغبةٍ آمرةٍ
لأَنْ أَردَّ على رسائلِكَ الرَّقيقةْ ...
أُريدُ أَن أَكتُبَ وأَكتُبَ ... وأَكتُبْ،
إلى أَن يَجفَّ مدادُ قلمي،
وتمتلئُ الصفحاتْ .
***
بالحب وحده
حتَّى الحبّ
متنفِّسِ القلبِ
ونافذة الوجدانِ
سَـنُّوا له القوانينَ
فَرَضوا حولهُ الحراسةَ
وضعوا عليه علاماتِ الإستفهامِ ...
مَنْ ؟
متى ؟
كيف ؟
وماذا ؟
ولماذا تُحبْ ؟
أَخضعوهُ لإرادةِ القبيلةْ،
الدِّينْ ،
الأُسرةْ ،
الجنسْ، النَّوعْ ...
المصلحةْ:
مصلحةِ الأَهلْ ؛
مصلحةِ رجالِ الدِّين ؛
مصلحةِ الجنس الأَقوى ...
**
ويبقى القلبُ
كلَّما نَبَضَ
ودقَّتْ نواقيسُهُ
في لحظات انجذابٍ أو حيويَّةٍ
لا يُفرِّقُ بين أبيضٍ وأسودٍ
يُكْسرُ القيود،
يثورُ على الأَعرافْ،
يتمرَّدُ على التَّقاليدْ،
يتحوَّلُ إلى شمعةٍ من نور.

لا يعرفُ الكراهيَّةَ
ولا تعاليمَ المستفيدينْ:
"هذا عدوُّكْ ؛
هذا ليس من دينِكْ ؛
هذا ليس من مُستواكْ "...
ولا تردِّدُ نبضاتُهُ الثَّائرةْ ؛
سوى أنشودةٍ واحدةٍ
لا يفهمَ سواها
أنشودةَ المحبَّةِ ... ثمَّ المحبَّةِ ... ثمَّ المحبَّةِ
وهذا هو الحُبْ ...

***

لحظة اختيار

يا رفيقي ...
لقد تعرَّفتُ على أُناسِكَ
ورأَيتُ بلادِكَ
فوجدتُ أُناسَكَ لُطفاءَ
وبلادكَ جميلةْ
ولكنَّهم ليسوا أُناسي ...
وليست بلادي ...
وأَنا فخورةٌ بأُناسي وأَهلي
ولن أُحاوِلَ أَن أُغيِّرَ موطني
أو أَصلي ...
أَنا واثقةٌ من أَنَّكَ
ستحزنُ على فراقي
وتذكُرُني ...
كما سأَتذكَّرُكَ
كلَّ يومٍ ؛ وكلَّ ساعةٍ ...
سأَتسرَّبُ إلى أَنفاسِكَ
لأَنني نسمةُ الحُبِّ
والحُبُّ لا يموتْ ...!
***

يد الزمان

تطاولت يدُ الزَّمانِ
فغيَّرَتْ لونَ شعري
وزهرةَ عمري
الشَّعرُ إبيضَّ لونُهُ ،
البشرةُ جفَّتْ وتجعَّدتْ ،
السَّمعُ خفَّ وبهُتَتْ فيه أصواتُ العصافيرِ،
العظامُ تآكلتْ ...
الذَّاكرةُ تعبتْ أشرطَتُها ...
والعيونُ خفَّ بريقها،
وأصبحتْ تبحثُ عن صفاءِ الرُّؤيا
بعد أَن كانت مرآةٌ للقلبِ،
وانعكاساتٌ
لجمالاتِ الوجودْ ...
***
على مسرحِ هذا الوجودُ المُرابي
الذي يُعطي الشَّبابَ والنَّضارةَ والحيويَّةَ
ثمَّ يعودُ ويستردُّ كلَّ ما أَعطى
مَعَ الفائدةِ الكُبرى...
وتستمرُّ المسرحيَّةُ
ولا يتغيَّر ُ سوى الأبطالْ.
وتتجدَّدُ الوجوهُ، ثمَّ تختفي
ليظهرَ غيرُها ...وغيرُها ... وغيرُها
ولكنَّ الحبالَ لا تنقطعْ
والمسرحيَّةَ لا تنتهي
والزَّمانَ هو المنتصرْ
والشَّيخوخةَ هي الحدُّ الفاصلُ
***

إلى أَديبة ثائرة

وضعتُ قلمي في القوالبِ الصَّحفيَّةِ
والتَّسجيليَّةِ ...
إلى أَن كادَ يختنقْ ...
لو كانَ لي قلمُكِ
ودرجةُ ثقافتكِ ...
لما كتبتُ أَكثرَ ولا أَقلَّ مما تكتُبينْ
لأنَّ حماسَكِ وحماسي ...
أَنفاسَكِ وأَنفاسي ...
من مصدرٍ واحدْ
ثورتُنا لا تستطيعُ أَن تتخلَّى
عن إنسانيَّتِها
"الحُرِّيَّةُ تؤخذُ ولا تُعطي"
"لا يُحرِّرُ المرأة سوى المرأة"
أَقوالٌ لها سحرُها، ولكنَّها
مجرَّدُ أَقوالْ ...
ومعاركُ النِّساءِ في سبيلِ حقوقِهنَّ ،
مجرَّدُ دموعٍ متداريةٍ وراءَ الجفونْ ،
إلى أن يسقطَ "حائط برلين" !!.
***

قوس قزح

- في الصَّباحِ:
يمتزجُ صوتُ العصافيرِ بشُربِ القهوةِ ،
وقراءة رسائل الأحبَّةْ ...
والتَّمتُّعِ بمشاهدةِ الصِّورِ الجديدةْ ...
- في المساءِ :
تتكاثرُ الأحلامُ الورديَّةُ
وتتحوَّلُ الأفكارُ إلى سمفونيَّاتٍ
ورسومٍ وتبلوهاتْ ...
يتمنَّى المرءُ لو أَنها تتحقَّقُ

- في زحمةِ المشاغلْ:
تفلتُ الذَّاكرةُ من قيودِ العملِ
لتتجوَّلَ في عالمِ المشاعرْ ...
والرِّقةِ والحنينْ ...
إلى كل ما هو بعيدْ ...
- في هذه الدَّوامةِ المتضاربةِ:
يستمرُّ شريط الخيالِ ...
كقوسِ قزحٍ
مستعرضاً أَلوانَهُ ،
محاولاً أَن يمزُجَ مشاعرَ الصَّباحِ ،
بأَحلامِ المساءِ ...
وجولاتِ الذَّاكرةِ
بحلاوةِ الحنينِ
لأنْ يُصبحَ البعيدُ قريباً .
والحُلمُ يقظَةً ...
وتتحوَّلُ الخيوطُ القُزحيَّةُ
إلى صورٍ رائعةٍ
للقاءٍ مُرتقَبْ ...!
***